هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

التدريس بطريقة المنظمات المتقدمة

اذهب الى الأسفل

التدريس بطريقة المنظمات المتقدمة Empty التدريس بطريقة المنظمات المتقدمة

مُساهمة من طرف esraa gamal الثلاثاء أبريل 13, 2010 7:13 pm


التدريس بطريقة المنظّمات المتقدمة







مقدمة:

تعتبر نظريات التدريس محورًا أساسيًّا يعتمد عليها للنهوض في العمليات التدريسية كي ترقى وتتطوَّر، وغياب النظرية يؤخِّر النهوض ويجعل الرُّؤية غير واضحة في العمليَّات التدريسيَّة للوقوف عليْها وعلى سياسة النَّاظرين فيها والمفنِّدين لأسسها؛ لكونِها ركيزةً أساسيَّة، ومفيدة للمعلِّم والمتعلِّم، فهي تخدم المعلِّم في أدائه التَّدريسي، وتخْدم الطَّالب ليكون تعليمه فعالاً.

ومن هذه النظريَّات التَّدريسيَّة:
نظرية المنظَّمات المتقدِّمة، لديفيد أوزبل، أو ما تسمى بـ"التعلم عن طريق التلقي والاستقبال"، فهي نظرية ومنظم ذو رؤية ووجهة تحمل من الصواب جانبًا؛ لأنَّها تهتم بالتعليم ذي المعنى والترابط بين ما تعلم وبين ما يتعلم؛ ومن هنا تكمن أهميَّة هذه النظرية التي سأتحدث عنها في هذه الورقات البسيطة؛ لعلَّنا نصل إلى الهدف المنشود بأن نفهم ونستفيد من طرْح هذه النظريَّة وبحثها؛ لكي نطوِّر من أدائنا التَّربوي المستقبلي لكي نحرص على كل ذي معنى في التَّعليم والتعلُّم.


نظرية دافيد اوزبل :




كيف يحدث التعلم ؟ ولماذا يختلف فرد عن فرد آخر في تعلمه على الرغم من خضوعهما لنفس الظروف التعليمية ؟ وكيف يكتسب المعرفة وتتشكل البنية المعرفية
(Cognitive Structure) له ؟ هذه الأسئلة وغيرها اهتمت مدارس علم النفس التربوي بإيجاد أجوبة مقنعة لها وبرزت مدرستان في هذا الخصوص هما المدرسة السلوكية والمدرسة المعرفية 0
تؤكد المدرسة السلوكية أن المعلم هو محور العملية التعليمية وان التعلم يحدث نتيجة مؤثرات خارجية تؤدي إلى استجابات من قبل المتعلم ، حيث أن التعلم عبارة عن ارتباطات بين مثيرات واستجابات وان هذه المثيرات تصبح قادرة على ضبط الاستجابة ، أما أصحاب المدرسة المعرفية فيرون أن التعلم هو اكتشاف معنى وأن التعلم يحدث داخل إطار المتعلم ، وأن أصحاب هذه المدرسة يدرسون الطريقة التي يستقبل بها العقل المعلومات ويضعها في تركيبات ، أي ما يحدث داخل العقل 0
ومن منظري المدرسة المعرفية عالم النفس الأمريكي ( ديفيد اوزبل
Ausbel David
) الذي وضع في الستينات من القرن الماضي نظرية في التعلم أسماها ( نظرية التعلم ذي المعنى ) وفحوى هذه النظرية أن المتعلم يكتسب المعلومات من خلال نوعين من أنواع التعلم هما التعلم بالاستقبال والتعلم بالاكتشاف حيث في النوع الأول من التعلم يعطى المحتوى الكلي للمادة المتعلمة بشكله النهائي للمتعلم أما في النوع الثاني من التعلم فلا يعطى المحتوى الرئيسي للمادة المتعلمة للمتعلم بل يطلب منه أن يقوم باكتشافه بنفسه 0



التعلم الاستقبالى:

واهتم ( اوزبل ) بالتعلم الاستقبالي ذي المعنى أكثر من غيره من أنواع التعلم بدلا" من التعلم اللفظي المباشر الذي لا يؤدي حسب وجهة نظره إلا إلى الحفظ والاستظهار ، ولقد ابتكر ( اوزبل ) فكرة المنظمات المتقدمة Advanced Organizers
كنموذج للتعلم انبثق من نظرية التعلم ذي المعنى حيث عرّف تلك المنظمات بأنها : ( مواد تمهيدية تعطى للمتعلم في مقدمة المادة التعليمية وتقدم بمستوى عال من التجريد والعمومية والشمول وتبلغ أعلى حد من الوضوح والثبات ) 0
إن هذه المواد تنظّم من قبل المعلم بصيغ مختلفة قبل تدريس مادة الدرس الجديد وتكون مرتبطة بمادة الدرس وبما هو موجود في بنيتهم المعرفية 0
إن ( المنظمات التمهيدية ) هي إحدى استراتيجيات ما قبل التدريس حيث أن هذه الاستراتيجيات لا تقل أهمية عن استراتيجيات التدريس 0
يقول د0 عبد اللطيف حسين حيدر في كتابه ( تدريس العلوم في ضوء الاتجاهات التربوية المعاصرة ) : ( إن المنظم المتقدم هو عبارة عن عرض تمهيدي أو جملة أو مناقشة أو أي نشاط آخر يقوم المعلم بتقديمه عند مستوى من العمومية والتجريد أعلى من المادة المراد تعليمها ويهدف إلى تزويد المتعلم ببناء تصوري تتكامل فيه المعلومة الجديدة مع ما سبق تعلمه في نفس الموضوع) 0



وتساعد منظمات الخبرة المتقدمة على ربط الأفكار الجديدة بالمعلومات المتوافرة لدى المتعلم وتساعد على تخزين المعلومات الجديدة في أماكن محددة لها في الهرم المعرفي ، كما أن هذا التخزين المنظم للمعلومات يسهّل استدعائها عند الحاجة 0



وتقسم المنظمات المتقدمة إلى قسمين رئيسين هما المنظمات المتقدمة المكتوبة والمنظمات المتقدمة غير المكتوبة ، وتقسم المنظمات المكتوبة بدورها إلى قسمين هما المنظمات الشارحة والمنظمات المقارنة أما غير المكتوبة فتقسم إلى منظمات سمعية وبصرية وسمعية بصرية ومنظمات بيانية ( تعتمد على تمثيل أجزاء من الظواهر بأشكال بيانية كأن يكون جدولا" بيانيا" ويعرض على الطلبة في بداية الدرس ) 0
لم يحدد ( اوزبل ) طريقة ثابتة في إعداد المنظمات ولكنه وضع ضوابط أو محددات فضّل أن يتصف بها المنظم المتقدم وهي كالآتي :
1- أن تكون جمل أو عبارات المنظم المتقدم قصيرة وموجزة 0
2- أن تمثل المفاهيم والمبادئ والحقائق الأساسية للموضوع وأن تساعد على استنتاج العلاقات المنطقية التي يمكن أن تربط بينها 0
3- أن تتصف بقدرة استيعابية وتمثيلية لكافة تفاصيل المادة التي سيجري تدريسها 0
4- أن يكون المنظم عاما" في لغته ومعناه ومحتواه ولا يحتوي على معلومات مخصصة سيجري تدريسها فيما بعد 0
5- أن يتسم المنظم المتقدم بالوضوح وكمال المعنى 0
6- أن يكون للمنظم قوة تأثيرية على تنظيم المعلومات في عقل المتعلم بحيث يزود المتعلم بوسيلة تنظيمية يستوعب من خلالها تفاصيل المادة الجديدة




مفهوم المنظمات المتقدمة لديفيد أوزبل: المنظم المتقدم اقترحه أوزبل (1969) لتحقيق التعليم ذي المعنى وتحسين وسائل التعليم الاستقبالي ذي المعنى، والذي اقترح هذا المنظم هو باحث تربوي اشتهر في أواسط السبعينات يؤمن بأن التعليم يقوم على ما يعرفه المتعلم مسبقاً، وأن العملية التعليمية يجب أن تقوم على المنظمات المتقدمة التي تكون على شكل (هيكل نظري) أي على شكل نظريات حتى يستطيع الطلاب بناء معرفتهم. (Barnett’s, J. (2008) ويقدم أوزبل من خلال هذه النظرية تبريراً لاستخدام التدريس المباشر عن طريق التلقي مما يجعل التعليم أكثر معنى للطالب وقارن بين التعلم بالاستقبال والتعلم بالاكتشاف وأيهما يوصل إلى التعلم ذو المعنى التام. (جاسم، محمد. (2004ص. 205).



ويعني أوزبل بالمنظم المتقدم هو: (ما يزود به المعلم طلابه من مقدمة أو مادة تمهيدية مختصرة، تقدم في بداية الموقف التعليمي، حول بنية الموضوع والمعلومات المراد معالجتها بهدف تعلم المفاهيم المتصلة بالموضوع، من خلال ربط المسافة وردمها بين ما يعرف المتعلم من قبل، ويحتاج معرفته). (مرعي، توفيق، الحيلة، محمد. (2002). 172). وأيضاً قيل بأن أوزبل قصد بالمنظمات المتقدمة هي : (ما يقدم للطلبة من مواد ممهدة مختصرة في بداية الموقف التعليمي عن بناء الموضوع المواد الدراسية التي يراد معالجتها بهدف تسهيل تعلم المفاهيم والأفكار والقضايا المرتبطة بالموضوع). (قطامي، يوسف، أبو جابر، ماجد، قطامي، نايفة. (2000). 347). وهذه النظرية عند أوزبل تقوم على مبدأ وهو أن المعلومات تحفظ بشكل هرمي متسلسل، وهذا يسهل اكتساب المعلومة وسرعة تذكرها وطرحها بطريقة مناسبة تلاءم الحالة التعليمية والمعلومة المراد طرحها وبشكل أيضا مرتب ومتناسق. ولتطبيق هذه النظرية (المنظمات المتقدمة) يستلزم استخدام عروض تمهيدية أي مقدمات لدخول الدرس ويجب أن تتضمن هذه المقدمات مستوى عال من التعميم أي ( قاعدة عامة) مما يسهل عملية التعلم، ولذلك يمكن أن تكون هذه القاعدة كمرسى لترسيخ الأفكار الجديدة المكتسبة. (Lewis, J. (2008)



وهذه النظرية لها عدة مسميات أطلقوها التربويون، فهي تسمى بالنظريات المتقدمة وتسمى كذلك بالنظريات التمهيدية وتسمى بالتعلم عن طريق التلقي أو التعلم الشرحي أو التعليم عن طريق الاستقبال وكذلك تسمى التعلم ذو المعنى التام.فنجد أن جانب من المسميات تهتم بأسلوب عرض المعلومات فسميت بالنظرية التمهيدية والمتقدمة وطريق التلقي والشرحي.والبعض أطلق عليها مسميات باعتبار أسلوب تناول المعلومات، فسماها التعلم ذو المعنى التام، أي أن هذه النظرية تؤول إلى إعطاء المعنى التام للمتعلم.

مفهوم المعرفة والتعلم عند ديفيد أوزبل:

- مفهوم المعرفة: بما أن أوزبل يعد من أصحاب المدرسة المعرفية بناءا على ما تحمله نظريته من تركيز على الجانب المعرفي للمتعلم لذلك عد من أصحاب المدرسة المعرفية. فديفيد أوزبل يعتبر أن العامل الأكثر أهمية في التأثير على المتعلم هو مدى الوضوح عنده ومدى تنظيم المعرفة الحاضرة لديه التي تكون حاضرة عنده في حينها، والمعرفة عند أوزبل هي (الإطار الذي يتألف من الحقائق والمفاهيم والمعلومات والتعميمات والنظريات والقضايا التي تعلمها الفرد ويمكن استدعائها واستخدامها في الموقف التعليم المناسب وهي ما تسمى بالبنية المعرفية). (آل فرحان، عبد الله. (2008).وهذه المعرفة عند أوزبل تتكون عبر مجموعة من الأنشطة التي يجب أن يقوم بها المتعلم وهي:1/ ربط الأفكار الجديدة بالمعلومات المعروفة سلفاً.2/ تخزين هذه المعلومات والاحتفاظ بها.3/ تطبيق المعلومات الجديدة في مواقف الحياة المختلفة. (جاسم، محمد. (2004) ولذلك يرى أوزبل أن الصعوبة التي يواجهها الطلاب في أي مادة دراسية هي بسبب عدم تأكد المعلم من للخلفية المعرفية لطلابه مما يسبب لهم شيئاً من الإحباط والتثبيط والاضطراب في المعرفة التي اكتسبوها سابقاً. (الكناني،ممدوح، الكندري، أحمد. (1992). 545-546).



- مفهوم التعلم: يعرف أوزبل التعلم (بأنه عملية إدراك وإنتاج علاقات وارتباطات بينما يقدم له من معلومة جديدة وبين المعلومات الموجودة بالفعل في البناء المعرفي للمتعلم، فما لدى المتعلم من معرفة يؤثر بدرجة كبيرة على ما يمكن أن يضيفه على بنيته المعرفية بالتالي على ما يمكن أن يتعلمه). (الكناني، الكندري. (1992). 546- 547). أما إذا قام بحفظ المادة دون أن يجد أي رابطة بينهما وبين بنيته المعرفية فإن التعلم هنا يكون بلا معنى.ولذلك يرى أوزبل أن سرعة التعلم وفاعليته تعتمد على ما يلي:1- مدى ارتباط المعلومات الجديدة التي يحصل عليها الطالب بالمعلومات السابقة.2- مدى تنظيم المعلومات التي اكتسبها الطالب وترابطها داخل البناء المعرفي.3- مدى قدرة الطالب على اكتساب المعاني والدلالات والمعلومات الجديدة الحيوية. (العتيبي، نايف. (2008). ومنظومة التعلم عند أوزبل تعتمد على مستويين رئيسين هما:المستوى الأول: يرتبط بأساليب تعلم الفرد وبالتحديد الأساليب أو الطرق التي يتم من خلالها تهيئة وإعداد المادة التعليمية المراد تعلمها وعرضها على المتعلم في الموقف التعليمي وتتخذ هذه الأساليب شكلين الأول هو أسلوب(التعلم الاستقبالي) والشكل الثاني هو أسلوب (التعلم الاكتشافي).المستوى الثاني: يرتبط بكيفية تناول المتعلم ومعالجته للمادة التعليمة، بواسطة ربطها أو دمجها ببنيته المعرفية. ( آل فرحان. (2008).وأسلوب تقديم المادة التعليمة للمتعلم ينقسم لأربعة أقسام: تقديم المادة التعليمية يكون إما بأسلوب عرض المعلومات (التعليم الاستقبالي – والتعليم الاكتشافي) أو عن بأسلوب تناول المعلومات التعليم ذو المعنى التعليم ذو الحفظ الصم – الآلي) وسنفصل في هذه الأنواع.

الاستراتجيات:

أولاً : التعليم بالاستقبال: وهذا التعليم يعني بأن يستقبل الطالب المعلومات التي تعرض أمامه دون أي اكتشاف. (الكناني، الكندري. (1992). 547).

ثانياً : التعليم بالاكتشاف: وهذا الأسلوب من التعليم يقوم على أسلوب المناقشة والأسئلة التي يقوم المعلم بتوجيهها للطلاب كي يقوموا بالاستنباط والاكتشاف ، ثم يقوم المعلم بتصحيح مفاهيم الطلاب واستنباطاتهم ليتوصل معهم لمفاهيم وصياغة صحيحة ، وهذا الأسلوب يتميز بالفعالية والمشاركة الفعالة للطلاب أثناء تلقي المعلومة. (الكناني، الكندري. (1992). 548).

ثالثاً : التعليم ذي المعنى التام: وهذا التعليم يقوم الطالب من خلاله بربط المعلومات الجديدة والاحتفاظ بها مع المعلومات والمعارف السابقة التي اكتسبها قبل ذلك، ولكن كي يكون هذا التعلم ذو معنى تام ومنطقي يجب على المتعلم أن يحقق ما يلي: أولاً: ربط المعلومات الجديدة بالأفكار التي تكونت في بنيته المعرفية.

ثانيا: أن يكون لديه القدرة على التمييز بين أوجه الشبه والاختلاف بين المعلومات والمعارف الجديدة والموضوعات المتعلقة بها.

ثالثاً: أن تكون لديه القدرة على تطبيق ما تعلمه في مواقف جديدة عند الحاجة لذلك.رابعاً: أن تكون لديه القدرة على إعادة صياغة الأفكار الجديدة التي تتطلب إعادة تنظيم المعرفة الحالية. (العتيبي، نايف. (2008).والتعلم القائم على المعنى ينقسم إلى أربعة أقسام وهي:1- الاشتقاق2- الافتراض المقترن بالاشتقاق.3- التعلم المقترن بالأفضلية.4- التعليم بالاندماج. Addams, J (2008)



رابعاً : التعليم بالحفظ الصم (الآلي): وذلك أن يقوم الطالب بحفظ المعلومات الجديدة دون ربطها بالبنية المعرفية السابقة ، وهذا يفقد البناء المعرفي للطالب .ويكون التعلم بالحفظ والصم دون معنى في حالتين :الحالة الأولى: إذا استوعب الطالب المادة العلمية بطريقة ببغائية حفظية بحته وبطريقة تعسفية.الحالة الثانية: إذا كان العمل التعليمي مؤلف من ارتباطات لفظية تعسفية مثل أن تحفظ المقاطع بلا معنى. (الكناني، الكندري. (1992). 549). وقد يتفاعل أسلوبا عرض المعلومات وأسلوب تناول المعلومات فيظهر لنا أربعة أنماط للتعلم وهي :أولاً : التعلم بالاستقبال الآلي: وهذا التعليم يعني بأن يستقبل الطالب المعلومات التي تعرض أمامه دون أي اكتشاف، بحيث يقوم المعلم بتقديم المادة بشكل جاهز دون أي محاولة لدمج وربطها المعلومة الجديدة بالبنية المعرفية لدى الطالب. (الزغلول، عماد. (2001). 303-304). ثانياً : التعلم بالاكتشاف الآلي: ويعني به أن يقوم المتعلم باكتشاف المعلومات جزئياً أو كلياً، ثم يقوم باستظهارها وحفظها دون أن يربطها ببنيته المعرفية، وهذا الأسلوب من التعليم يقوم على أسلوب المناقشة والأسئلة ويتميز بالفعالية والمشاركة الفعالة للطلاب أثناء تلقي المعلومة. (نشواتي، عبد المجيد. (1996). 362).

ثالثاً : التعلم الاستقبالي ذو المعنى: وهذا التعليم يقوم الطالب من خلاله بربط المعلومات الجديدة والاحتفاظ بها مع المعلومات والمعارف السابقة التي اكتسبها قبل ذلك.ولكن كي يكون هذا التعلم ذو معنى تام ومنطقي يجب على المعلم أن يحقق عدة عوامل تتمثل في: أولاً: الجهود والأنشطة العقلية التي يبادر بها المتعلم تفاعلاً مع المادة التعليمية.

ثانيا: عملية تنظيم المادة والمحتوى على نحو يسهل الوصول إلى التعليم ذي المعنى التام.

ثالثاً: عملية تقديم المادة على نحو يساعد على استحضار التعلم القبلي وإدراك العلاقة بين البنية المعرفية والمعلومة الجديدة.(الزغلول، عماد. (2001). 302-303).

رابعاً: التعلم الاكتشافي ذو المعنى: وهذا النمط من التعلم لا يقدم للطالب المحتوى الرئيس للمادة المتعلمة، بل يطلب من المتعلم أن يكتشف بنفسه، ثم يقوم المتعلم بربط المادة التعليمية بطريقة منتظمة وغير عشوائية بنيته المعرفية السابقة. (الكناني، الكندري. (1992). 550-554).وبعد أن عرفنا الأساليب التي تقدم فيها المادة التعليمية تبين لنا الفرق بين التعلم الاستقبالي والتعلم الاكتشافي، ففي التعلم الاستقبال تقدم المادة المراد تعلمها للمتعلم بالشكل النهائي دون أن أي اكتشاف، بل هي مجرد إدخال المعلومات في البنية المعرفية ليكون من السهل استرجاعها مستقبلاً. أما التعلم الاكتشافي فإن المتعلم لا تقدم له المادة بل يقوم باكتشافها قبل أن يستوعبها، وبعد أن يستوعبها يقوم بإدخالها في بنيته المعرفية. (بل، فريدريك. (1986). ترجمة محمد أمين، ممدوح سليمان، 99).

أنواع المنظمات المتقدمة: يرى أوزبل أن هناك نوعين من أنواع المنظمات المتقدمة يمكن أن يستعملها المعلم وهما: أولاً: المنظم الشارح (العرض والإيضاح ): وهذا المنظم يستعمله المعلم إذا كانت المعرفة أو الخبرة غير متوفرة لدى الطلاب ، ذلك يكون الموضوع جديد عليهم يتضمن بنى ومفاهيم وحقائق لم تكن مألوفة لدى الطلاب من قبل، ويشمل هذا المنظم المزيد من التفاصيل والأفكار التوضيحية التي توضح الموضوع الدراسي الجديد لكي يحتفظ فيه في بناءه المعرفي. ( الزغلول، عماد. (2001). 306).ويتضمن هذا المنظم :أ / تقديم المفاهيم وتوضيحها : تقدم في هذه الحالة المفاهيم بصورة واضحة متضمنة خصائص المفهوم وأصوله وميزاته وتعريفه ، والهدف من ذلك أن يربط الطالب المفاهيم بالبنية المفاهميه الموجودة لديه. ب / التعميمات والمبادئ : يرى أوزبل أن العموميات التعليمة هي التي تبقى لدى الطالب وتدوم، لذا ينبغي على المعلم أن يحرص على مساعدة الطلاب على بناء المعرفة وفق طرق سهلة الاستيعاب والاستعمال، وكذلك توضيح المعرفة وفق علاقات مفاهيمية، لأن ما يدمج وفق هذه العلاقات يسهل استيعابه ونقله لمواقف تعلم جديدة. (قطامي، يوسف، وزملاؤه. (2000). 377).ثانياً: المنظم المقارن: (يستخدم هذا المنظم في تنظيم تعلم مادة تعليمية، أو موضوع غير جديد كلياً، أي عندما يكون المحتوى مألوفاً للمتعلمين ولديهم بعض الخبرة السابقة في بعض جوانبه). (مرعي، توفيق، الحيلة، محمد. (2002). 174).فيقدم هذا المنظم في بداية الحصة أو المحاضرة لكي يربط المعرفة بالمفاهيم الجديدة ويبذل جهده من أجل إدماجها وتكاملها في بنيته المعرفية، وهذا النوع من المنظمات يحتاج جهداً ذهنياً أدنى يوظف في القضايا العملية أو الأدائية، ويتم في هذا المنظم أيضاً تنظيم المعارف الموجودة والتفكير فيما يقابلها من الخبرات الجديدة بهدف المساعدة على إيجاد الشبه، وهذا يحقق للطلاب توازناً يساعدهم على تطوير قدراتهم وخبراتهم. (قطامي، يوسف، وزملاؤه. (2000). 377-778).

مراحل التعلم الشرحي:

1/ مرحلة تقديم المنظم المتقدم: وهذه المرحلة بمثابة التهيئة للدرس المراد شرحه وهي لا تقل أهمية عن مادة الدرس نفسه، لذا يجب توضيح هذا المنظم المتقدم بطريقة جيدة، ولهذا المنظم عدة شروط:أ- أن يكون هذا المنظم قبل المادة التعليمية.ب- أن يقدم خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً.ج- أن يطرح بلغة واضحة وسهلة. (نشواتي، عبد المجيد. (1996). 555).ولهذه المرحلة عدة إجراءات وهي:أ- جذب انتباه الطلاب قبل إعطاء هذا المنظم.ب- إعلام الطلاب بأهداف الدرس.ج- تقديم المنظم المتقدم.د- استثارة التعلم القبلي لدى المتعلمين. (الزغلول، عماد. (2001). 307-308).

2/ مرحلة تقديم المادة الدراسية: وهي عملية تقدم المادة الدراسية بصورتها النهائية للمتعلم باستخدام أياً من أساليب التي تستخدم في إيصال المعلومة، وتتضمن هذه المرحلة إجراءين هما:أ- تنظيم طرح المادة بطريقة متسلسلة تمكن الطالب من دمج المعلومات الجديدة في بناءه المعرفي السابق.ب- الحرص على شد انتباه الطلاب طوال فترة العلمية التدريسية.

3/ مرحلة تقوية التنظيم المعرفي: هذه المرحلة الهدف منها تثبيت المادة الدراسية في البنية المعرفية للطالب. (نشواتي، عبد المجيد. (1996). 557).وأهم الإجراءات التي يجب أن يؤديها المعلم في هذه المرحلة:أ- استخدام مبادئ التوفيق الدمجي من خلال طرح الأسئلة على الطلبة والاستماع إلى آرائهم وتعليقاتهم والقيام بالإجابة عليها.ب- (تشجيع الطلبة على التساؤل حول قيمة وأهمية المحتوى الدراسي في تحقيق الأهداف الخاصة).ج- توضيح المبادئ والمفاهيم المتضمنة في المحتوى الدراسي وتوضيح الغامض منها. (الزغلول، عماد. (2001). 308-309). - أفضل المنظمات المتقدمة ( التمهيدية ) فعالية والأسس التي تقوم عليها.المنظمات المتقدمة لا تؤدي وظيفتها بشكل فعال إلا إذا تم تعليمها وفهمها على نحو جيد، لأنها تنطوي على مادة تعليمية بحد ذاتها، وأفضل المنظمات المتقدمة فعالية هي التي تتضمن مفاهيم ومبادئ وتعميمات وقوانين ذات علاقة وثيقة بالمادة الدراسية الأساسية. (الكناني، الكندري. (1992). 560).وعلى هذا يجب أن نعرف الأسس التي يقوم عليها المنظم المتقدم كي نصل لأفضل المنظمات المتقدمة : يوجد هناك عدد من الأسس التي يفترضها أوزبل لاستخدام المنظم المتقدم وهي:أولاً: يجب أن يكون ذهن المتعلم نشطاً في موقف التعلم يتمكن من تخزين المعلومات بشكل هرمي متسلسل من العام الشامل إلى الخاص المحدد.ثانياً: أن تقدم المعلومات للمتعلم بطريقة مناسبة تساعده على معالجة المعلومات ذهنياً. ثالثاً: ينبغي أن يمثل المنظم المتقدم المفاهيم الأساسية التي يتوفر فيها الوضوح والشمول والتسلسل المنطقي والعمومية والإيجاز.رابعاً: استخدام مصطلحات ومفاهيم وقضايا موجودة ومألوفة عن المتعلم خامساً: أن يكون المنظم المتقدم شاملاً لمعلومات هامة يحتاجها المتعلم. (قطامي، يوسف، زملاؤه. (2000). 375).

فوائد المنظمات المتقدمة :

تحقق المنظمات المتقدمة الفوائد التالية:

1- تسهيل العملية التعليمية للمعلم.

2- يستطيع المعلم نقل مقدار كبير من المعلومات إلى المتعلمين.

3- تهيئة المتعلمين للموضوع الجديد وجعله مألوفا لهم.

4- المنظمات المتقدمة تنمي عند المتعلم قدرة الاستدلال والاستقراء لإدراك العلاقات وربط المعلومات ليكون التعلم ذو معنى تام.

5- تمكن المنظمات المتقدمة المتعلم من السيطرة على موضوع التعلم وتسهم في نموه المعرفي، بحيث أنه يحتفظ بالمعلومات ويجعلها مترابطة مع بنيته المعرفية مما ينمي نموه المعرفي. (الزغلول، عماد. (2001)ص.307).

تقويم نظرية أوزبل:

أولاً: نظرية أوزبل لم تعطي أهمية لتعلم المهارات الحركية، وذلك لأن النظرية تقوم على التعلم المعرفي وكون أوزبل يعد من أصحاب المدرسة المعرفية.

ثانياً: اقتصرت التضمينات التربوية لنظرية أوزبل على التعلم اللغوي للأطفال الصغار عن طريق التعلم التلقائي، وذلك لأن الأطفال في هذا السن لا يعتمدون في تعليمهم على الاكتشاف لعدم وجود القدر الكافي من المعلومات لديهم.

ثالثاً: قسمت نظرية أوزبل التعلم إلى نوعين: النوع الأول: تعلم بالتلقي والاستقبال .والنوع الثاني: التعلم بالاكتشاف، ولكنها أعطيت الأولوية والاهتمام الشديد للتعلم بالتلقي ، على الرغم من أن أوزبل لا يقلل من أهمية التعلم بالاكتشاف، لكنه يؤكد أهمية التعلم بالتلقي، لأن التعلم بالاكتشاف ضروري لتنمية القدرة على حل المشكلات غير أنه يمكن أن يحدث التعلم ذو المعنى بدونه.

رابعاً : اقتصرت التضمينات التربوية للنظرية على الطلاب الذين يستطيعون القراءة، والذين لديهم قدر لا بأس به من المفاهيم الأساسية في مجال الدراسة لأن التعلم بالاستقبال يعتمد على المعلومات الأولية لدى الفرد.

خامساً: قد يتهم المتعلم في نموذج التعليم الاستقبال ذي المعنى بالسلبية لعدم مساهمته في اكتشاف المادة التعليمية واقتصار دوره في الاستقبال والربط بين الأفكار القديمة والحديثة. (الكناني، الكندري. (1992). تلخيص، 564).

سادساً: (أن تعليم المتعلمين المجردات قبل المحسوسات قد لا يستوعبها عقل المتعلم، لأن تعليم المجردات يحتاج لاستعداد من قبل المتعلم وأن يكون ذهنه مستعد لتعلم هذه المجردات). (جاسم، محمد. (2004). 213).
المراجع العربية:-


1- بل، فريدريك. (1986). طرق تدريس الرياضيات. الدار العربية للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى.- جاسم، محمد. (2004).

2-نظريات التعلم. دار الثقافة للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى.- الزغلول، عماد. (2001).

3-مبادئ علم النفس التربوي. دار الكتاب الجامعي، الطبعة الأولى.- العتيبي، نايف. (2008).

4-استخدام إستراتيجية خرائط المفاهيم في العملية التعليمية. عن طريق الشبكة العنكبوتية.- آل فرحان، عبد الله. (2008). نظرية أوزبل في التعلم اللفظي ذي المعنى. عن طريق الشبكة العنكبوتية. .

5- قطامي، يوسف، أبو جابر، ماجد، قطامي، نايفة. (2000). تصميم التدريس. مطبعة دار الفكر للطباعة والنشر.

6-- الكناني، ممدوح، الكندري، أحمد. (1992). سيكولوجية التعليم وأنماط التعلم وتطبيقاتها النفسية والتربوية. مكتبة الفلاح.

7- مرعي، توفيق، حيلة، محمود. (2002). طرائق التدريس العامة. دار ميسرة للنشر والتوزيع والطباعة.

8- نشواتي، عبد المجيد. (1996). علم النفس التربوي. دار الفرقان للنشر والتوزيع، الطبعة الثالثة.

9- بل، فريدريك، 1986، طرق تدريس الرياضيات، الدَّار العربيَّة للنَّشر والتَّوزيع، الطبعة الأولى.
10- جاسم، محمد، 2004، نظريات التعلم، دار الثقافة للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى.
11- الزغلول، عماد، 2001، مبادئ علم النفس التربوي، دار الكتاب الجامعي، الطبعة الأولى.
12- العتيبي، نايف، 2008، استخدام إستراتيجية خرائط المفاهيم في العملية التعليميَّة، عن طريق الشبكة العنكبوتية.
13- آل فرحان، عبد الله، 2008، نظرية أوزبل في التعلم اللفظي ذي المعنى، عن طريق الشبكة العنكبوتية، على الرابط:
http://www.watfa.net/studr8.htm

14- قطامي، يوسف، أبو جابر، ماجد، قطامي، نايفة، 2000، تصميم التدريس، مطبعة دار الفكر للطباعة والنشر.
15- الكناني، ممدوح، الكندري، أحمد، 1992، سيكولوجية التعليم وأنماط التعلم وتطبيقاتها النفسية والتربوية، مكتبة الفلاح.
16- مرعي، توفيق، حيلة، محمود، 2002، طرائق التدريس العامة، دار ميسرة للنشر والتوزيع والطباعة.
17- نشواتي، عبد المجيد، 1996، علم النفس التربوي، دار الفرقان للنشر والتوزيع، الطبعة الثالثة
.

ثانيا: المراجع الأجنبية


- 1-Addams, J. (2008). The processes of meaningful learning Available:
http; http://www.education.indiana.edu /p540 /webcourse /cip.html
- 2-Barnett’s, J. (2008) Learning Theories
http; http://www.publish.edu.uwo.ca /john.barnett /faculty /images /classnotes.html.
- 3-Lewis, B. (2008). David Ausubel’s’’ Advance Organizer’’Available;
http; http://www.coe.ufl.edu /webtech /Greatldeas /pages /peoplepage /ausabel.htm
- 4-Addams, J. (2008). The processes of meaningful learning. Available: http;//www.education.indiana.edu/p540/webcourse/cip.html.- 5-Barnett’s, J. (2008) Learning Theories. Available;http;//ww

esraa gamal
مستجد
مستجد

عدد الرسائل : 27
العمر : 37
التميز الشخصي/الهوايات : القراءة
تاريخ التسجيل : 20/03/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى